على الرغم من المنافسة الشرسة في موسم أفلام عيد الأضحى لعام 2024 بمشاركة أربعة أفلام قوية، بنجوم أصحاب جماهيرية كبيرة، فإن الفنان أحمد فهمي دخل المنافسة بفيلمه «عصابة الماكس» وسطهم واستطاع أن يحقق نجاحًا جماهيريًا وفنيًا ملحوظًا متفوقًا في الإيرادات على فيلم «أهل الكهف» المدجج بالنجوم.
أحمد فهمي واحد من الفنانين المصريين الذين لديهم باع في منافسات أفلام عيد الأضحى، ودائمًا ما تكون أعماله لها طابع خاص ويغلب عليها الحس الكوميدي دائمًا، وفي «عصابة الماكس» أراد أن تكون للكوميديا التي يقدمها رسالة مهمة وهي أهمية العائلة في حياة البشر.
في السطور التالية نحاور أحمد فهمي ونكشف منه تفاصيل الفيلم وكواليسه بينه وبين أبطاله، الفنانة لبلبة والفنانة روبي والفنان أوس أوس والفنان حاتم صلاح، إلى جانب الحديث عن المنافسة وضيوف الشرف وأعماله المقبلة.
أنا سعيد جدًا بالنجاح الذي حققه الفيلم في الأيام الأخيرة وردود الفعل التي تلقيتها، ففريق العمل بذل مجهودًا كبيرًا ليظهر الفيلم بالصورة التي نال بها إعجاب الجمهور خلال فترة التصوير، وحقيقي شعرت أننا كنا عائلة وأسرة واحدة وهي الرسالة التي يحرص العمل على تقديمها للجمهور.
كما قلت العائلة، فالعائلة هي كل شيء في حياة أي شخص، فعندما يكبر الإنسان فإن كل ما يتبقى له في حياته هو عائلته والأشخاص الذين يحبونه حوله، وأنا لا أريد أن أعمق الدنيا وأتحدث بكلام فلسفي كثيرًا، ولكن فيلم «عصابة الماكس» يدور عن فكرة العائلة ببساطة جدًا بطريقة كوميدية وخفيفة من دون مبالغة أو تزويد، ونرصد حكاية أشخاص تجمعوا حتى يمثلوا أنهم عائلة لتنفيذ عملية محددة ولكنهم ينغمسون في التمثيل ويصدقون أنفسهم، ولذلك هذا العمل من أكثر الأفلام التي حمستني للمشاركة بها.
لقد قلت العائلة أول شيء، وأيضًا هناك عوامل جذب كثيرة أخرى شجعتني للمشاركة في «عصابة الماكس»، بداية من الفكرة والسيناريو خصوصًا أنني أحب الفيلم المتحرك له رحلة معينة وصاحب إيقاع سريع، ومن الممكن أن يكون أقرب شيء له فيلم «ورقة شفرة» الذي قدمته في بداياتي وكان مليئًا بالمحطات الكثيرة، ولكن هذه المرة الرحلة تأخذ شكلًا أكبر.
ومن عوامل انجذابي للعمل أيضًا العمل مع جهة إنتاج بقيادة المنتج الفني الكبير هشام عبدالخالق، مع وجود فريق عمل خلف الكاميرا متميز جدًا بقيادة المخرج حسام سليمان، ومدير التصوير محمود يوسف، والمؤلفين أمجد الشرقاوي ورامي علي، ومصممة الملابس منى التونسي، ففريق العمل كبير وأحببت العمل معهم كثيرًا، ووفقنا بصورة كبيرة في اختيار نجوم العمل.
استطعنًا تجميع عدد كبير من الفنانين الكبار للمشاركة، سواء كانت الفنانة الكبيرة مقامًا لبلبة والفنانة روبي والفنان حاتم صلاح والفنان أوس أوس والفنان خالد الصاوي والفنان محمد لطفي، هذا إلى جانب ضيوف الشرف الكثيرين الذين شاركوا معنا، فالحقيقة أنا شرفت بالعمل مع أبطال العمل فهم من أكثر البشر الذين سعدت بالعمل معهم وأتمنى أن يرى الجمهور الفيلم كما نراه نحن.
انجذبت على الفور لشخصيتي في الفيلم، زعيم العصابة، إذ أثارت حماسي منذ قراءتي الأولى للسيناريو، ووافقت بسرعة على تحويل شخصية المكسيكي التي سبق وقدمتها وحققت بها نجاحًا كبيرًا في فيلم «كازابلانكا» إلى عمل سينمائي خاص يتمحور حول «عصابة الماكس»، فتطوير هذه الشخصية وجعلها محورًا لفيلم جديد هو تحد يستحق التجربة، وسعينا لتقديمها بطريقة مميزة تحقق نجاحًا أكبر.
بالتأكيد تواصلت مع المخرج بيتر ميمي والمؤلف هشام هلال صناع فيلم «كازابلانكا» الذي ظهرت فيه ضيف شرف في عام 2019، لأخذ موافقتهم على تقديم الشخصية التي ظهرت بها في الفيلم، فهذا حقهم وكان من الضروري الحصول على موافقتهم في البداية، والحقيقة أنني لاقيت ترحيبًا كبيرًا منهم.
وخلال العمل على المشروع تطورت الشخصية بصورة كبيرة وأصبحت نشأة المكسيكي من الإسكندرية، مما يعني أن قصة الفيلم الجديد ليست مرتبطة بأحداث الشخصية الأصلية، ولا تعد امتدادًا لها.
بالنسبة لكتابة السيناريو فقد استغرق أشهرًا كثيرة جدًا ما بين الكتابة والتعديلات، فلقد عملت على هذا المشروع منذ أكثر من عام، أما التصوير فكنا مضغوطين جدًا واستغرقنا وقتًا طويلًا فبدأنا في فبراير الماضي وكان التصوير مكثفًا بصورة كبيرة، فصورنا قبل رمضان وأيضًا في رمضان لفترات طويلة، مما جعل العملية مرهقة للغاية، وذلك لنتمكن من اللحاق بعرض الفيلم في الموعد المحدد موسم أفلام عيد الأضحى، فحقيقي كانت العملية مرهقة خصوصًا مع التنقل بين عدة مدن مصرية لكن الرحلة مع الفيلم والأبطال المشاركين ممتعة ومليئة بالمواقف الكوميدية خلف الكواليس والنتيجة بالنسبة لي كانت مرضية، ولكن الرأي النهائي يعود للجمهور.
بالفعل الكواليس كانت مليئة بالضحك والمزاح، خصوصًا في ظل وجود فنان مثل محمد أسامة أوس أوس إذ كان يقوم بعديد من المقالب في الفنانة الجميلة لبلبة، مثل سرقته باروكتها في التصوير وإخفائها حتى يتأخر التصوير وهذا مقلب واحد فقط وبسيط مقارنة بما كان يقوم به، فكان يسرق الأتوبيس أيضًا ولم يترك أحد إلا ونفذ فيه مقلب، «مكناش بنخلص من مقالبه وهو الوحيد اللي ممكن أي حد يتقبل منه أي هزار».
بالفعل، كانت هناك صعوبات شديدة وكثيرة أثناء التصوير، لم يكن لدينا موقع ثابت، وكنا نصور في أماكن خارجية متعددة طوال الوقت، متنقلين بين محافظات مختلفة فالفيلم عبارة عن رحلة داخل أتوبيس، ومن خلاله نرى عديدًا من المحافظات، مما جعل التصوير أكثر تحديًا.
ومن أكبر الصعوبات التي واجهناها كانت درجات الحرارة المرتفعة، إذ كنا نرتدي ملابس شتوية أثناء الصيام، إضافة إلى التصوير في الصحراء وسط عاصفة ترابية كل هذا جعلنا نشعر بالتعب، فمن وجهة نظري لم يكن هناك أي مشهد سهل إلى جانب ضغوط ساعات التصوير الطويلة للحاق بالموسم، كنا نتحمل هذه الأجواء بسبب حبنا للعمل ولأن الكواليس كانت مبهجة للغاية وفي النهاية الحمد لله، كل ذلك التعب تحول إلى فرحة كبيرة لأن الجمهور رأى الجهد المبذول على الشاشة.
روبي من أكثر الممثلات التي شعرت بالراحة في العمل معها، نحن نتشابه إلى حد ما في التعامل، واستمتعت كثيرًا بالتعاون معها، وعلى المستوى الفني فهي فنانة كبيرة ولا أستطيع تقييمها، فهي نجمة تمتلك موهبة فنية رائعة، وهذا التعاون جاء بعد مشروع سينمائي سابق كان من المفترض أن يجمعنا ولكنه توقف بصورة مفاجئة.
أما لبلبة فهي نجمة كبيرة فشرف لأي فنان أن يعمل معها، والحقيقة تعلمت منها كثيرًا، وكانت بمثابة الأم للجميع داخل موقع التصوير، فكانت أكبر داعم وتعطي النصائح بضمير لكل فريق العمل، فحقيقي وجودها شرف كبير.
زملائي شاركوني الفيلم كضيوف شرف، وأنا أعتبر نفسي أكثر شخص ظهر كضيف شرف في الأفلام، لأنني أرى فيها فرصة جيدة لتقديم شخصيات متنوعة، وكل من شاركني العمل هم إخوتي وشرف لي أن أكون ضيف شرف في أفلامهم قبل أن يكونوا ضيوفًا في أعمالي، فنحن لا نتعامل بمنطق المجاملات ورد الجميل، فجميعهم جاءوا من أجلي لأننا إخوة وأصدقاء سواء كان الفنان أحمد السقا أو هشام ماجد أو حمدي الميرغني أو كريم فهمي أو خالد الصاوي وغيرهم، لقد قدموا لي الدعم من دون مقابل، ولم يأخذ أحد منهم أجرًا، حتى أحمد السقا، «كلهم جولي ببلاش».
لولا وجود أحمد السقا، لما كنت موجودًا في عالم الفن أو حققت هذا النجاح، فهو السبب في ذلك منذ بداية مسيرتي الفنية، أشكره جزيل الشكر على ظهوره كضيف شرف في فيلم «عصابة الماكس»، بخاصة أن هذه المرة يأتي ظهوره بصورة مختلفة تمامًا وسيفاجئ الجمهور وأرجو أن يتكرر هذا التعاون في المستقبل، خصوصًا أنا والسقا لا نجامل بعضنا، فهذا الفيلم يعد فيلمه، وهو مهتم جدًا بعملي ويحب أن أحقق النجاح باستمرار، السقا هو نجم كبير وصديق عزيز، ودعمه الكبير لي ولكل من حوله لا يقدر بثمن ظهوره في أفلامي شرف لي ويضيف قيمة للعمل.
الفيلم يعد من أضخم الأفلام المصرية، ويتميز بمستوى فني رائع، الدعم الذي تلقاه العمل من قبل الهيئة العامة للترفيه رفع سقف التوقعات لدى الجميع، ووجهة نظري أن النجاح ليس غريبًا على أحمد عز وعمرو يوسف، وكذلك المخرج طارق العريان، فالعمل يضم نجومًا كبارًا ولا يحتاج إلى أحد لزيادة شهرته، خصوصًا أن الجزء الثالث يظهر طفرة عن الجزأين السابقين، ولذلك النجاح يعود إلى صناع الفيلم وليس لضيوف الشرف أيًا كان، وبالنسبة لي الأهم هو أن نحقق جميعًا إيرادات جيدة ونرضي الجمهور.
ليس لدي مشكلة أبدًا في الذهاب لكل أصدقائي كضيف شرف بأعمالهم الفنية، وفي الوقت نفسه هي بالنسبة لي تجربة جديدة، لأن من خلالها أجرب نفسي في شخصيات مختلفة، وأعتبرها لعبة من الممكن عدم توفر مساحة أن أقدم شخصية ما في فيلم كامل فأقدمها بصورة بسيطة وأجرب مناطق جديدة في أدائي.
لا أخشى المنافسة، بل أرحب بها دائمًا خصوصًا في موسم عيد الأضحى الذي يعد أقوى موسم في العام، من الطبيعي أن تكون هناك منافسة قوية بين الأفلام الكبيرة ولكنني أتمنى النجاح للجميع فهذا الموسم خصوصًا مليء بأفلام مميزة مثل «ولاد رزق» الذي وصل لمرحلة مختلفة «في حتة لوحده»، ويكفي أنه سلسلة ناجحة، وأيضًا فيلم محمد إمام مع شريف عرفة، وفيلم «أهل الكهف» بأبطال نجوم وإخراج عمرو عرفة، فالجمهور هو المستفيد الأكبر من هذا التنوع والاختلاف، فكل شخص لديه ذوقه الخاص.
وفي هذا الموسم هناك توليفة متنوعة من الأفلام الرائعة، وبالنسبة لي لا يشغلني سوى الأدوار التي أقدمها، وأسعى دائمًا للأفضل وأنا معتاد على المنافسة في موسم عيد الأضحى ليس أول مرة لي المشاركة بعمل فيه، وأتمنى أن يكون النجاح حليفنا جميعًا، كما كان الحال في العام الماضي، بفضل الله، المنافسة القوية تجعل الجميع يقدم أفضل ما لديه، وأتمنى للجميع النجاح مثلما أتمناه لنفسي ونكون جميعًا رابحين.
أستعد لطرح مسلسل جديد على بلاتفورم، وفيلمين آخرين بدأت في التحضير لأحدهما وهو «أحمد وأحمد» الذي أتعاون فيه مع الفنان أحمد السقا، والآخر سأكشف عنه خلال الفترة المقبلة.
لا نهائيًا، فقصة السفاح انتهت معي تمامًا، فقدمته مرة قبل ذلك على طريقتي الخاصة، وأرى أنه إذا كان سيقدم عمل آخر عن سفاح التجمع فلا بد أن يكون هناك ممثل آخر هو من يقوم بالدور بوجهة نظر ثانية وأبعاد أخرى.
بالتأكيد فهو نقلة مهمة ومختلفة في حياتي عما قدمته من قبل من حيث الشخصية ونوع العمل، وعدد الحلقات، ولذلك وافقت عليه، على رغم أنه كان مخاطرة كبيرة، وأحمد الله على نجاحه الكبير الذي فاق كل توقعاتي، بخاصة أنه كان مرهقًا نفسيًا وبدنيًا كثيرًا، وأتوجه بالشكر لكل الفنانين الذين شاركوا معي سواء ركين سعد أو داليا شوقي أو الفنانة القديرة حنان يوسف وباسم سمرة وميمي جمال وغيرهم.
أعمل على كتابة الفيلم منذ فترة، وتحدثت مع أحمد حلمي في السيناريو والتفاصيل، ومن المفترض أن يخرج للنور قريبًا.